الأحد، 13 يونيو 2010

زى انهاردة .. مجرد حالة!



حقا كما ينطق العنوان هى مجرد حالة
لا معنى لها

ولا مسمى
لا لون.. لاطعم.. لا رائحة..
وربما لا فائدة من ذكرها أو وصفها
مثلها مثل الكثير من التفاصيل العابرة و المعبرة!
...
شعرت بتردد شديد كعادتها فى مثل هذه المواقف
تردد لا معنى له
لا لون لا طعم لا رائحة!
تردد ينتمى لمكان آخر وأزمنة أخرى
و كأنها تخاطب أشباحا لا وجود لهم إلا هناك فى مخيلتها الرديئة
حيث لا لون لا طعم لا رائحة!
حيث فراغ الزمن و زمن الفراغ!
تردد يسلمها لتردد يسلمها ل...
صوت خفيض يهمس وكأنه يخشى أن يقطع السكون الكائن بكينونة أصحابه!
قائلة(...................)
قال لها بصوت صخرى
ينتمى لزمن آخر ومكان آخر
أنتِ تدمرين نفسك بهذا
أنت لا تسعديننى بهذا كما تظنين
شخصت ببصرها بعيدا هناك
حيث لا لون لا طعم لا رائحة
قائلة له بصوت تخنقه البسمة!:
صدقت.
كالعادة صدقت!
..........
زى انهاردة..
بعد أن أنهكت نفسها فى الأعمال المنزلية كعادتها
قررت أن تحظى بقليل من الاستجمام
تقلب قنوات التلفاز فى ملل
شئ غامض يشدها لهذا الفيلم
ولم تكن أبدا من هواة رؤية الأفلام
طبقا لثقافة غابرة تملكتها وملكتها
شعور بالبرودة تسرى فى جسدها
هل التاريخ يعيد نفسه حقا؟!
أم أننا من نكرره بملئ إرادتنا؟!
هل نكرر أخطاءنا من شدة حرصنا أن لا نكررها؟!!!
الرجل الذى رأى ملك الموت ينظر له باستغراب
فذهب لسيدنا سليمان يرجوه أن يرسله إلى بلدة أخرى هربا من الموت
عبثا يقنعه سيدنا سليمان أنه لا مفر من القدر
لكنه يصر
فيرسله بالفعل
فيقبض هناك!
حيث المفر!
قد كان ينظر إليه لأنه يستعجب أنه من المفترض أن هذا الرجل سيقبض فى بلدة كذا فكيف يتأتى هذا وهو فى غيرها!
رواية عجيبة لا أصل لها ربما
و لكن..!!
نحن نهرب من أقدارنا إليها!
......
زى انهاردة!
تتعالى انفاعالاتها فى هذه المشادة البسيطة
يستعجب و يضرب أخماسا فى أسداس
الموقف لا يحتمل كل هذا
لا يدرك أنها تخاطب أشباحا من أزمنة أخرى
فى مواقف اخرى
تجدهم يتلبسونه
هى لا تراه
هى لا ترى سوى أخطاء قديمة قدم الدهر
تحاول ألا تكررها
تجاهد ألا تكررها
تقاتل كى لا تكررها
فتكررها بحذافيرها!
لا زيادة ولا نقصان!
و كأن هناك قوة سحرية تدفعها لهذا!
........
زى انهاردة!
يغضبها بشدة
يسئ إليها كما لم يسئ من قبل
يتوقع العنف كل العنف فى ردة فعلها
فإذا بها هادئة كالنسمة
محتوية متوازنة صبورة إلى أقصى درجة
و عندما يسألها عن السر
تجيبه وكأنها تتحدث من عالم آخر وبصوت لا ينتمى إلى هنا:
قد سامحتك من قبل أن ألقاك
بل ربما من قبل أن نوجد معا!
.........
زى انهاردة!
تنام نوما مضطربا
هو إلى الغيبوبة أقرب
تلاحقها أشباح الذكرى
تظل هذه الكلمات التى سمعتها فى أحداث الفيلم تتردد فى ذهنها كالكابوس الجاثم على صدرها الواهن
و عندما توقظها والدتها صباحا
لا تفق إلا على نظرات والدتها وهى تحدق فيها بتعجب
فتدرك أنها - وهى بين اليقظة والنوم- قد تمتمت بنفس الكلمات العجيبة
تتمالك نفسها بسرعة و تنفض عن ذهنها المكدود بقايا النوم
تتركها والدتها بلامبالاة
فهى قد اعتادت على غرابة أطوارها فى كل الأحوال!
ترتدى ملابسها و تذهب إلى عملها مسرعة
وشبح الكلمات السحرية يطاردها طوال الطريق بلا رحمة
فتعلم أن أوان التفريغ قد حان
قليل من المطر لن يضر أحدا!
هكذا قالت لنفسها بسخرية معتادة
تجلس إلى جهازها تتمالك نفسها قدر الإمكان
ترتب تتكتك تتحايل تحذف ..
و فى النهاية ..تنزف!
.......
زى انهاردة..!
...........
..........
............
تمت




هناك 6 تعليقات:

زينب علي حبيب يقول...

كلام مؤلم جداا

لا تعليق ... ان شاء الله ترتاحي

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

شكرا جزيلا قطرة وفا
نورتِ المدونة

غير معرف يقول...

زي النهاردة

بالتأكيد ليست مجرد حالة شعورية تمضي والسلام.

زي النهاردة
أحسست بها جزءا من واقعي اليومي ، أعيشه بكل تفاصيله الصغيرة وأقابله في كل وجه أتعامل معه.

زي النهاردة
يكفي أنها من الخواطر القليلة التي منحتها موهبة الكاتبة حياة ورونقا خاصين ، وأضفت عليها أناملها الذهبية رقة وعمقا بالغين.

زي النهاردة

وربما (زي النهاردة ) أعود ، فتتلقفني دفقات حريرية من هذا المنهل العذب ، وعندها سأقول كل يوم يا ليته زي النهاردة

ابن الملوح يقول...

أيتها المنتحرة بخنجر الحرف
لو علم الحرف من سيقتل لما خرج من غمده، ولكن حسبه أنه استقر في قلب من يقدره حق قدره.

لحرفك مزاج خاص ، كأنما هو من رحيق الجنان ، ولأسلوبك تأثير في النفوس كأعظم خطباء الرومان.

أرجو أن يكون ما قلته هنا كافيا للاحتفاء بحرفك.

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

غير معرف
بعد الكلام الرقراق دا
لازم أعرف حضرتك مين من فضلك
خالص الشكر والتقدير

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

ابن الملوح
دا من رقيك وذوقك والله دا كتير جدا جدا
شكرا جزيلا ونورت المدونة