الاثنين، 11 أكتوبر 2010

قريبا ... آسف على الازعاج (كلمات تتر النهاية )


هتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت
بصيت وشفت نفسك فى المرايا بكيت
جواك سؤال تصرخ تقول انا مين انا مين
انا زى ما انا ولا اتقسمت اتنين وبعدين
وبعدين قول ياللى فى المرايا فهمنى ايه الحكاية
فرحان تعبان مرتاح
لما حاجات كتير فى حياتنا اتسببت فى حيرتنا
وادينا عايشين راضيين جايين ورايحين
هتعمل ايه لو نمت يوم وصحيت
ولقيت اقرب ماليك فى الدنيا مش حواليك
هو انت مين اللى عملت ده فيه كده فيه
مش انت ولا فى حد غمى عنيك وبعدين
بعدين قول ياللى فى المرايا فهمنى ايه الحكاية
فرحان تعبان مرتاح
لما حاجات كتير فى حياتنا اتسببت فى حيرتنا
وادينا عايشين راضيين جايين ورايحين
قريبا ....

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

عبثيات نوسة (3) من قديمى



لم أعد اعرفنى حقا؟
ولم أعد واثقة من أن ما فعلته هو فعلا ما أريده!
تتخبطنى أمواج الحيرة
وأنا كالشجرة اليابسة التى تتسلى بها الرياح والأعاصير
فى بحر هائج لا يبقى ولا يذر
لا أعلم أين الخلل؟!
أهو فى كونى ريشة فى مهب الريح تتناقلنى العواصف من بلد لأخرى؟
من حالة لأخرى؟!
أم فى جنون الطبيعة
التى تمنيك بيوم واعد وهادئ و بمجرد أن تبدا فى الاستمتاع بالنسيم العليل
و بدفئ الشمس الحانية
لا تلبث ان تنقلب عليك النسمة فتغدو ريحا خماسينية عاتية
و البسمة فتغدو صرخة ألم و دموع كالمطر
وتغيب الشمس وراء أطنان من سحاب وهى تخرج لك لسانها !!
حلقة مفرغة من وعد ووعيد
شروق وغروب
و أنت أيها المسكين لا تملك إلا ان تدافع وتدافع وتدافع
وتدفع أحيانا!
وليت الدفاع يجدى أو حتى المدافعة!
أقسمت بربى الذى ليس لى غيره أننى رفعت الراية البيضاء
كى أريح وأستريح
و ان كنت اشك فى قدرتى على الراحة
فهى رفاهية لا يملكها مثلى!
فأنا اتمنى على الله عز وجل وبصدق لا يعمله الا هو أن يرزقنى نعمة القدرة على أن أريح
فهى فوق طاقتى
ولكن كل شئ بالاجتهاد تؤتى ثماره ولو بعد حين
اللهم انى أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك
اللهم اجعلنى فى معيتك ولا تحرمنى رضاك
امين امين امين
.........................

أحاول أن أشحذ كل همتى
و أحفز كل طاقتى لأنحتها!
فقط كى أخط ابتسامة ولو مصطنعة
و أرانى أشعر بفزع شديد
فحتى تلك البسمة الزائفة عجزت عن رسمها هذه المرة
فأدركت أننى حقا ..........!
أين ذهبت موهبتى الفذة؟!!
كلما رسمتها أشعر بأطنان من حديد تثقل كاهلى
و باجهاد شديد فى عضلات وجهى
فتتبخر تاركة وراءها سيل منهمر من دموع عبثا حاولت جفونى حبسها بلا جدوى
فأدركت أننى حقا...........!
أنظر لنفسى فى المرآة و احاول مرة اخرى
فتطالعنى نظرة معتمة
فينهمر سيل الدموع اكثر واكثر
فأردكت أننى حقا........!
أقرر أن أتبع وسيلة أخرى كى أتدارك الموقف بسرعة
أخرج الكلمات مبعثرة طائشة أطلقها يمينا ويسارا
أتوقف فجأة وأتساءل
ما هذا العبث؟!
هل صارت الهستيرية من سماتى؟!!
فأدركت أننى حقا.......!
و اخيرا
أخيرا جدا أقرر أن ألجأ للحل الوحيد المجدى فى مثل هذه الحالة
اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
آمين آمين آمين
..............................
أشعر باختناق شديد
و تتزاحم الأفكار فى مخيلتى وتتصارع على بوابة عقلى المنهك
كل منها تود ان تكسب السبق
من سيخرج الى حيز النور أولا
أنظر فى المتواجدين الأن فلا أجد غير اسمين فقط غيرى
هل انتظر حتى تخلو الساحة تماما؟!!
لا ادرى لماذا أشعر بصفاء شديد عندما انظر أسفل الشاشة فلا اجد سواى!
بل اتمنى لو لم أجدنى!!
هذه اذا اللحظة المناسبة لأكتب
ستمر هذه اللحظات
أعلم هذا جيدا
دائما تمر لتترك وراءها كلمات محترقة بلون السكون
ورائحة الصمت الرهيب المخيم حولى
قال لى أننى اجيد الكتابة الانية
سألته ماذا تعنى؟
أجابنى_ظنا منه ان سؤالى استفهامى محض_!!!
أى انك تجيدين التعبير عما تشعرين به الان و هو ما يجعلك تشعرين بالندم بعدها!!
شكرت الماسنجر الكتابى الذى لا يتيح للاخر ان يدرك هوية شعورى!
من اين اتى بهذا التحليل الدقيق الذى لن يتأتى الا لمن يستقرأ ما بين السطور؟!!
لم يدرك كم هو صادق وقتها
صادق للدرجة التى جعلتنى اغير مجرى الحديث فورا!!
ستمر هذه اللحظات
أعلم هذا جيدا
الكل يتهمنى بكتابة رسائل خفية عبر سطورى!
كم تعرضت لهذه الكلمات التى تجرحنى حد النزف!
بل ان منهم من طلب منى ان أخرجه من بين طيات السطور!
ولايفهم أحد
ربما بسبب لسانى الذى يعقد دائما فى اللحظات الحرجة
أو يلتوى ليسلك طريقا مختلفا
فلا أستطيع التفسير مما يدعوهم للافتراض
ولا الومهم
فلاأحد يدرك أنه من علمنى هذا!
نعم
هو المسؤول عن هذه الافة التى أعانيها الان
قال لى يوما عندما تشعرين بما تشعرين به
اكتبى فورا
و لما استهجنت قولته
فكيف بجماد أن يخرجنى من حالتى التى يأس منها ذوو القلوب والعقول!!
فأهدانى اياها!
أجندة انيقة
وقال لى ستفعلين ما أمرتك به
و ستشعرين بالفرق
عندما ترين افكارك والامك مجسدة امام ناظريك
ستهدأ فورة الذهن و الام القلب
قلت له أهى هدية؟
قال لى لا
سأستردها منك ولو بعد حين!!
و لا زلت أحتفظ بها الى الأن
و لا زالت فارغة تماما!
ولازلت مدمنة على وصيته التى لم تورثنى الا الندم!
ستمر هذه اللحظات
ستمر حتما
أعلم هذا جيدا!!


 

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

عبثيات نوسة (2) تساؤلات حيرى



( شفتك بتغرق قدامى ووقفت أتفرج عليك و غرقت أنا فى مشاكل ناس تانية لمجرد انهم قالولى يا بابا!)
استوقفتنى هذه الجملة المعبرة و العميقة جدا
و ظللت أفكر بها وقتا طويلا
بل أطول مما تحتمل فعليا!
ربما لأنها مست شيئا ما بداخلى
لماذا نتعايش مع مشاكل الآخرين؟!
هل لأننا فعلا متعاطفين معهم؟
أو لأننا نملك لها حلولا؟!
أم أننا نفعل هذا لأنهم يشعروننا بحاجتهم إلينا؟!
هل نفتقد أحيانا شعورنا بحاجة الآخرين لنا فنبحث عنه وننقب ؟!
قال لى يوما عندما سألته (هل ستساعدنى حقا؟!)
وقد كنت أعجب حقيقة من اهتمامه رغم أنه اهتمام فى سياقه الطبيعى
إلا أننى وجدته كمن يستمتع بما يفعل!
إذا فهو ليس دورا يؤديه بميكانيكية كما هو الحال عادة
قال لى جملته التى لن أنساها ما حييت
(نعم لاننى احب ان أشعر باحتياج الاخرين لى و هذا يسعدنى ويجعلنى راغبا فى العطاء) أو كما قال
هل هى غريزة العطاء التى تحركنا فعلا أم هى رغبة دفينة تدفعنا للغوص فى مشاكل الاخرين ربما بحثا عن ذواتنا أو هربا منها؟!!
هل هو اكتشاف أنفسنا الذى تحدثنا عنه سابقا؟!
أم هى طاقة الخير فعلا هى الدافع وراء ذلك؟
هل إعمار الكون و دفع الضرر عن الناس جزء من تكويننا وإن لم ندر؟
و لكن يطمس أحيانا مع طمس الفطرة؟!
أتذكر فى هذا السياق الأمومة
فالأمومة هى الشعور بأن هناك من يحتاجنى فى هذا العالم و حياته لا تستقيم بدونى

وهذا
فى أدق التفاصيل
هى الشعور بأن هذا الملاك الصغير الذى لا حول له ولا قوة بمجرد أن يرانى تشعر وكأنه قد حيزت له الدنيا بحذافيرها!
احساس المتعة الذى أجده عندما يستكين الصغير رويدا رويدا و تهدأ سكناته بمجرد أن أضمه الى صدرى بعد نوبة بكاء شديدة لمجرد ابتعادى عنه للحظات
أعتقد أن الامومة تختلف عن أى عطاء اخر
فأى عطاء لابد و أن ننتظر منه المقابل و إن أعلنا العكس!
أما الأمومة شئ آخر
الأمومة مدرسة فى العطاء
فهذا الصغير محمد علمنى ومن قبله أخته أن أبذل الجهد و قمة سعادتى أن أرى بسمة عذبة على شفاههم الصغيرة تنم عن راحة و هناءة
و أجدنى اضحك بملئ فى لمجرد تطور بسيط فى الحركة او الكلام
و أشعر بلهفة حقيقة للمزيد من هذه التطورات 
هذه المشاعر الصادقة والتى نفتقدها فى حياة غلبت عليها الآلية فى الأداء
أعتقد أن هذا النوع من العطاء هو الوحيد الذى لا يمكن ان نشك فى مصداقيته
و هنا تكمن الروعة 
أما أى نوع اخر فمثله مثل أى شئ يحتمل العديد والعديد من الاحتمالات
و من منا يستطع الإلمام بدهاليز النفس البشرية الوعرة؟!!
التى ربما تقنعك بسلوك طريق و تجعلك تسير فى عكسه تماما!
بل ربما تجعلك تسير فى طريقين متوازيين لا يلتقيان!
و ربما تفعل معك ألاعيبها بما يسمى فى علم النفس التغطية المزدوجة!
كأن تقول عن نفسك السوء فقط كى تصرف تفكير الآخرين عنه!
تقول( أنا لست معطاءا) كى يفهم الآخرون أنك كذلك ولكنه التواضع !!
اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
آمين آمين آمين

الخميس، 30 سبتمبر 2010

أيها البعيد كمنارة..!! غادة السمان





أيها البعيد كمنارة
أيها القريب كوشم في صدري
أيها البعيد كذكرى الطفولة
أيها القريب كأنفاسي وأفكاري
أحبك
أح ب ك
وأصرخ بملء صمتي :
أحبك
وأنت وحدك ستسمعني
من خلف كل تلك الأسوار
أصرخ وأناديك بملء صمتي ...
فالمساء حين لا أسمع صوتك :
مجزرة
الليل حين لا تعلق في شبكة أحلامي :
شهقة احتضار واحدة ...
المساء
وأنت بعيد هكذا
وأنا أقف على عتبة القلق
والمسافة بيني وبين لقائك
جسر من الليل
لم يعد بوسعي
أن أطوي الليالي بدونك
لم يعد بوسعي
أن أتابع تحريض الزمن البارد
لم يبق أمامي إلا الزلزال
وحده الزلزال
قد يمزج بقايانا ورمادنا
بعد أن حرمتنا الحياة
فرحة لقاء لا متناه
في السماء
يقرع شوقي اليك طبوله
داخل رأسي دونما توقف
يهب صوتك في حقولي
كالموسيقى النائية القادمة مع الريح
نسمعها ولا نسمعها
يهب صوتك في حقولي
واتمسك بكلماتك ووعودك
مثل طفل
يتمسك بطائرته الورقية المحلقة
إلى أين ستقذفني رياحك ؟
إلى أي شاطئ مجهول ؟
لكنني كالطفل
لن أفلت الخيط
وسأظل أركض بطائرة الحلم الورقية
وسأظل ألاحق ظلال كلماتك !..
.
.
أيها الغريب !
حين أفكر بكل ما كان بيننا
أحار
هل علي أن أشكرك ؟
أم أن أغفر لك ؟ ..
(و إن كنت لا أحب المنقول فى مدونتى إلا نادرا إلا أن هذه الكلمات تستحق أن تندرج تحت بند النادر!
هى قصيدة رائعة للشاعرة السورية غادة السمان)

السبت، 25 سبتمبر 2010

عبثيات نوسة (1)


عندما تشعر أنك استنفدت الكثير من الخبرات مبكرا
بل مبكرا جدا
كنت تلهث طول الوقت
تسابق الزمن
بل تشعر احيانا وكأنك تسابق نفسك!
حملت نفسك أحمالا و أثقالا اكثر مما يحتمل عمرك الزمنى
للدرجة التى تجعلك تنظر الى كل موقف نظرة من شاهد ما يحدث من قبل!
تود لو تقول لمن امامك (هات من الأخر)!
تعلم النهاية بمجرد رؤية البداية
تتمنى فى كل مرة أن تكون مخطئا حتى تشعر بلذة العيش!
و لكن للأسف غالبا ما تكون نظرتك صائبة
ربما صائبة لدرجة الاحباط!
تخيل احساسك عندما تكون حياتك ما هى الا سلسلة من ظاهرة دو جا فو (شوهد من قبل)!
تنتظر اليوم الذى يحدث فيه الجديد و لو كان مؤلما!!
فركود البحر يفقده اجمل خصائصه التى ألهبت عقول وقلوب البشر!
و عندما تأتى اللحظة المؤلمة التى تمنيتها يوما
تتمزق؟!!
و تغنى( ظلموه)!!!
وتتمنى لو تعود حياتك الى اليتها القديمة
و لكن هيهات
و مع مرور الوقت
يحدث الشقاق والتباعد بين نضجك النفسى وعمرك العقلى
للدرجة التى تشعرك بالتمزق
تسمع بداخلك أصواتا متعددة و متناقضة احيانا
و لكن لك أذنين فقط
فماذا تفعل أيها المسكين؟!!
حقيقة
للتجربة الجديدة لذة لا تضاهى
عندما ارى بريق تجربة يلوح فى الأفق البعيد
أشعر وكأننى أصبت بالمس
أسير على غير وعى منى فى طريق الفهم ولو كان وعرا
من قرأ رواية (النداهة) قد يعى ما أقول
هناك صوت يهمس فى أذنى ابتعدى ابتعدى ابتعدى
أسمعه وكأنه ياتى من بئر عمييييق
و أنا مسيرة قلبى يدق بعنف
أدخل الى تجربتى و أنا كالطفلة التى تدخل مدينة الملاهى للمرة الأولى!
أشعر بقرب الانفجار ولا أستطيع أن اتوقف
و لا أشعر بنفسى الا و قد أصابتنى بعض الشظايا!
و الناس من حولى يحاولون التخفيف عنى
أود ان أصرخ فيهم دعونى
فأنا استحق!
و لكن أتوقف فى اللحظة الاخيرة
فقليل من الطبطبة لن يضر احدا!
و أقنع نفسى أننى لن اكرر الأمر
مش هعمل كدة تانى أبداااااا
أقولها وانا مهزوزة جدا كأى كذاب فى الدنيا




الجمعة، 24 سبتمبر 2010

إعمار؟!!! اللهم ارحمنى برحمتك يا أرحم الراحمين

لفترة ليست بالقصيرة من حياتى كنت أتشدق بمبادئ و أفكار و مثاليات و كنت Hظننى أطبقها ولو بشكل جزئى
كمبدأ إعمار الكون و الدعوة إلى الله عز وجل و كونى قد,ة يجب أن تسير دوما على الصراط المستقيم و غير مسموح لها بالحيدة عنه
غير مسموح بالضعف
أتحدث فى كل مكان عن التغيير المنوط بنا إحداثه على كافة المستويات
و غيرها و غيرها 
ولعبت ولفترة كبيرة دور السوبر وومن وبجدارة تامة!!
و مع الوقت والنضج والاحتكاك بضغوطات  الحياة المختلفة والانصهار فى بوتقة مسؤوليات العائلة
أحسست كم أن الكلام يكون سهلا جدا و خاصة لو كان تنظيريا بحتا
سهل جدا أن تنصح وتقول كلمتك وتمشى!
سهل جدا أن تسهر ليلة كاملة لتعد حديثا شيقا تلقيه على مسامع الآخرين بل وتتحدث بلباقة تحسد عليها أحيانا!
سهل أن تلتف حولك الجموع و تهطل الدموع من روعة كلماتك
سهل أن تغنى للقضية بصوت شجى ملئ بالإحساس و المشاعر الصادقة
كل ما ذكرته كنت أفعله و كنت أعده إعمارا للكون و هو كذلك لا أنكر
ولكن عندما تصطدم بمسؤوليات حقيقية
مسؤوليات ستكون هى أول من تسأل عنه أمام الله عز وجل
و تجد نفسك عاجزا عن القيام بها كما ينبغى
هنا لابد من وقفة مع النفس ومراجعة لها
بل و محاسبتها حسابا عسيرا 
إن كل ما فعلته من قبل يحسب لك أو عليك نعم
لكن لا يمكن أن تنكر أنك كنت تحب ما تفعل ولهذا فعلته
أى أن جزءا منك كان يهوى هذه الأفعال ويتمتع بها
إذا فهو ليس خالصا مئة بالمئة إن كنت تفهم مقصدى
و عندما وضعت فى مواجهة حقيقية مع واقع ربما لا تجيده كما ينبغى رغم أنه يرقى لمستوى أعلى مما فعلت سابقا
وتجد نفسك فى هذه الحالة من التقصير و عدم الاتزان أحيانا
هنا يجب أن تسأل نفسك أين الخلل؟!!
أن تنجب أبناءا و تربيهم تربية سوية صالحة نافعة للمجتمع
و تجيد عملية التربية بمعنى الإجادة وتتفنن فى أساليب ضبط النفس
و تنمية مهارات أبنائك و تخرج منهم إبداعات تستكشفها انت بنفسك
بل أن تتعلم الصبر على تربيتهم من الأصل
فهذا هو الإعمار كما يجب أن يكون
أما لماذا كتبت هذه الكلمات المبعثرة ؟!!
لك أن تعدها صفعة معنوية أصفعها لنفسى على تقصيرى فى حق ابنتى اليوم و حماقاتى التى ارتكبتها فى حقها أنا من تتشدق بكل هذه الشعارات!
لك ان تعدها استرجاعا لماضى لا أعلم إن كان لله أم لهوايا؟!!
لك أن تعدها صدمة صدمتها فى نفسى اليوم و أردت أن أعبر عنها على الملأ تهذيبا للنفس و كسرا لأنفها جزاء ما فعلت اليوم
لك أن تعدها أى شئ أو حتى عدها لا شئ!
و فى كل الأحوال أسألك يا من تقرأ كلماتى أن تدعو لى أن يغفر الله لى و أن يصلح حالى و أن يعيننى على مسؤوليتى التى سوف أحاسب عليها امام الله يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
اللهم بيض وجهى يوم ألقاك
فليس لى سواك أدعوه
يا الله
يا مطلع يا عليم
هب لى حكمة من لدنك تعيننى على الإعمار الحقيقى الذى أوجبته على

الأحد، 19 سبتمبر 2010

رباه ... إنى أكبر!

أحيانا نتعرض لأحداث هى من المسلمات و الحقائق المطلقة
و رغم هذا نقف أمامها مشدوهين و كأننا لم نع بعد حقيقة كونها كذلك
أو كأن عقلنا اللاواعى يرفض الاعتراف بهكذا حقيقة
ربما لأن مجرد اعترافنا بها يضعنا أمام خيارات جديدة لم نكن مهيئين لها
أو لأن هذا الاعتراف سوف يترتب عليه تغيرات جذرية فى منظومتنا الحياتية
هى حرب المنطق القاسى ضد اللامنطق العذب!
اليوم تحديدا تعرضت لهذه التجربة
اليوم التحقت ابنتى شهد بركب التعليم فى المرحلة الأولى التمهيدية (كى جى وان)
ذهبت معها للمدرسة كيفما اتفق و طوال الطريق أشعر بقلبى يخفق بشدة!
لا لخوفى من ردة فعلها فى هذا اليوم العصيب على أى طفل طبيعى وفقط
ولا للهفتى المعتادة عليها و خشيتى من بعدها المفاجئ عنى
فلم أتخيل يوما أنه من الممكن أن تتواجد شهد على بعد كيلومتر واحد حتى منى!!
فما بالنا بالمسافة التى تفصل ما بين منزلى و عملى وما بين مدرستها!
لا ... صدقا لم تكن تلك هى الأسباب وفقط...
الأمر أعمق من هذا بكثير
السبب الحقيقى هو أعجب و أغرب من هذه التفسيرات
الحقيقة تكمن فى طبيعتى التى تمتلك ذاكرة انفعالية قاسية!
 فأنا عندما أسترجع أى ذكرى أستعيدها بكامل انفعالاتها و كأنها حدثت فى التو !
كنت أعيش وبمنتهى القسوة ذكرى الطفلة الصغيرة النحيلة المدللة التى ترتبط بوالديها ارتباطا عنيفا و هى ترتاد باب مدرستها لأول مرة!!
و التى هى أنا بطبيعة الحال !
نفس الرهبة والوجل..
نفس الذهول والترقب..
نفس الدموع المحتبسة فى مقلتى..
و التى تأبى نفسى العزيزة أن يراها أحد حتى أبى نفسه!
نفس التظاهر بأننى متماسكة تماما و أنا فى أمس الحاجة لحضن أمى أو أبى...
نفس رغبتى فى الفرار والبكاء كما يفعل أقرانى المحيطين بى و الذين يمرون بنفس ظروفى
 رغم هذا  أتاملهم فى صمت وقور يخفى وراءه عاصفة من الخوف ونفسية أهش من بيت العنكبوت!
نفس التقلصات التى تجتاح معدتى و كأننى مقبلة على حدث جلل...
تذكرت أيضا ارتباطى الشديد بابنة عمتى و التى أوصى أساتذتى  والأخصائى الاجتماعى بالفصل بينى وبينها بسبب تعلقنا المرضى بعضنا ببعض!
و كانوا يطلقون علينا توأم الروح!
و كتبوا هذا فى التقرير النفسى الملحق بشهادة آخر العام لتنبيه والدى لهذا الأمر و الذى أحتفظ به إلى الآن
ووصفونى فيه أننى رغم تميزى بالذكاء الاجتماعى و قدرتى على التفاعل و الاندماج التام 
إلا أننى طفلة شديدة الحساسية و شديدة الارتباط برانيا!
و بالفعل..
و فى العام التالى لم يجدوا بدا من فصلنا عن بعضنا البعض
و فى أول يوم أتعرض لصدمة انفصالى عن رانيا ابنة عمتى 
هل أصف لكم إحساس بانهيار حصن الأمان الذى تملك منى بشراسة و بقوة؟!!
أم اصف لكم شعورى عندما أمسكت المدرسة بيدى الصغيرة بآلية تامة لتقودنى لحجرة دراستى الجديدة بدون حتى لكمة واحدة تهون بها على الموقف!
انتابنى شعور قارص بالغثيان وانعدام الوزن!
و لكن التزمت يومها بالصمت التام
و لم تسقط منى دمعة واحدة حتى
أقسم أنى جاهدت جهادا عنيفا فقط لأبدو متماسكة أمامها
و كأنه نوع من التمرد على تجاهلها لمشاعرى و عدم محاولتها حتى التمهيد لهذا الموقف العصيب!
حتى أننى أستعجب اليوم من قدرتى على هذا وقتها
 لكنها مرة أخرى نفسى التى تأبى الظهور بمظهر الضعيفة الواهنة ولو على حساب أعصابى 
رانيا تصرخ وتتمرغ فى الأرض
يعلوا صراخها فى المدرسة نسريييييييييييين
عاوزة نسريييييييييييين
لازال صوتها يرن فى أذنى إلى الآن
يشفق عليها أبى و عبثا يحاول إقناع المدرسة أن تتركنا معا اليوم فقط
على وعد بان يمهد هو لى و لها فيما بعد و أن يأتى الامر بشكل تدريجى
فترفض رفضا قاطعا
لا أذكر حديثها أو لم أعيه بمعنى أدق
كل ما أذكره أنى نظرت لها بصمت عاتب و حزن شديد ولم أنطق بكلمة اعتراض واحدة
بل مشيت معها فى استسلام ظاهرى و كأن الأمر كله لا يعنينى
و هى معجبة بهذه الطفلة العاقلة الهادئة المطيعة!
لكم وودت فى هذه اللحظة أن أصرخ كأى طفلة عادية و أبكى و أتمرد و أشتكى !
أن أتشبث برانيا كما فعلت هى  معى
أن أتوسل لأبى أن يجبرهم على ضمنا سويا فى حجرة دراسية واحدة
لكنى نفسى أبت على أن أفعل هذا و اكتفيت بصخب المشاعر القاسى الصامت  والذى لم يدركه  أحد يومها!
كل هذه الأفكار اجتاحتنى وبقوة وأنا أقف فى حديقة المدرسة فى انتظار أن يتسلموا منى شهد
أشفقت عليها قرة عينى من تجربة قاسية شبيهة ربما تلازمها عمرها كله و تتسبب فى شرخ جدار سوائها النفسى
فنفضت عنى كل هذه الأفكار 
 وأخذت أضمها لصدرى من حين لآخر و أغمرها بالقبلات لأشعرها بالأمان
ثم أحدثها بمرح و لهجة طفولية مواكبة لها عن جمال المدرسة و عن الأيام الجميلة التى تنتظرها هنا بما يتفق مع عقلها البسيط و إدراكها المحدود
(شوفى يا شوشو الجنينة الحلوة دى ، دى عشان شهودة تلعب فيها مع صحابها الجداد)
(الله شوفى الولد الامور دا والبنت الحلوة دى دول صحاب شوشو هيلعبوا معاها)
إلخ إلخ ......
كانت تتفاعل معى وتبتسم ببراءة تمس شغاف القلب و تتطلع إلى المكان بشغف أثلج صدرى
و قبل أن تذهب ضممتها لصدرى بقوة و قبلتها حتى أننى بمجرد أن رفعت بصرى وجدت إحدى أولياء الامور تنظر لى بتعاطف شديد و كأنها أدركت ما أعانى مما أشعرنى بالخجل من مشاعرى المفضوحة و دمعت عينى رغما عنى
فصرفت بصرها سريعا و كأنها لم تلاحظ ما طرأ على كى تعفينى من الحرج ربما!
و عندما انصرفت شهد بهدوء ووداعة تامة و هى تنظر لى بين الحين والحين حتى اختفت من أمام عيونى تماما
أدركت اختلاف الأدوار!
و أتامل فى الحقيقة المسلمة التى جسدت اليوم أمام ناظرى!
إننى أنا الآن ماما المطالبة ببث الأمان فيها
مهما كانت انفعالاتى و مشاعرى
لابد أن أودعها بابتسامة حانية و أستقبلها بمثلها حتى تتجاوز هذه المرحلة العصيبة بسواء نفسى تام
و حتى تتذكر هذه اللحظات يوما و هى تودع ابنتها على باب المدرسة ولكن بمشاعر و ذكريات مختلفة 
و تمكل القدرة يومها ان تبث مشاعرا إيجابية فى نفس طفلتها
انطلقت فى أعماق أعماقى تنهيدة حارة لم يشعر بها أحد و تمتمت بلا صوت
ربااااااااه .... إنى أكبر!