الاثنين، 4 أكتوبر 2010

عبثيات نوسة (2) تساؤلات حيرى



( شفتك بتغرق قدامى ووقفت أتفرج عليك و غرقت أنا فى مشاكل ناس تانية لمجرد انهم قالولى يا بابا!)
استوقفتنى هذه الجملة المعبرة و العميقة جدا
و ظللت أفكر بها وقتا طويلا
بل أطول مما تحتمل فعليا!
ربما لأنها مست شيئا ما بداخلى
لماذا نتعايش مع مشاكل الآخرين؟!
هل لأننا فعلا متعاطفين معهم؟
أو لأننا نملك لها حلولا؟!
أم أننا نفعل هذا لأنهم يشعروننا بحاجتهم إلينا؟!
هل نفتقد أحيانا شعورنا بحاجة الآخرين لنا فنبحث عنه وننقب ؟!
قال لى يوما عندما سألته (هل ستساعدنى حقا؟!)
وقد كنت أعجب حقيقة من اهتمامه رغم أنه اهتمام فى سياقه الطبيعى
إلا أننى وجدته كمن يستمتع بما يفعل!
إذا فهو ليس دورا يؤديه بميكانيكية كما هو الحال عادة
قال لى جملته التى لن أنساها ما حييت
(نعم لاننى احب ان أشعر باحتياج الاخرين لى و هذا يسعدنى ويجعلنى راغبا فى العطاء) أو كما قال
هل هى غريزة العطاء التى تحركنا فعلا أم هى رغبة دفينة تدفعنا للغوص فى مشاكل الاخرين ربما بحثا عن ذواتنا أو هربا منها؟!!
هل هو اكتشاف أنفسنا الذى تحدثنا عنه سابقا؟!
أم هى طاقة الخير فعلا هى الدافع وراء ذلك؟
هل إعمار الكون و دفع الضرر عن الناس جزء من تكويننا وإن لم ندر؟
و لكن يطمس أحيانا مع طمس الفطرة؟!
أتذكر فى هذا السياق الأمومة
فالأمومة هى الشعور بأن هناك من يحتاجنى فى هذا العالم و حياته لا تستقيم بدونى

وهذا
فى أدق التفاصيل
هى الشعور بأن هذا الملاك الصغير الذى لا حول له ولا قوة بمجرد أن يرانى تشعر وكأنه قد حيزت له الدنيا بحذافيرها!
احساس المتعة الذى أجده عندما يستكين الصغير رويدا رويدا و تهدأ سكناته بمجرد أن أضمه الى صدرى بعد نوبة بكاء شديدة لمجرد ابتعادى عنه للحظات
أعتقد أن الامومة تختلف عن أى عطاء اخر
فأى عطاء لابد و أن ننتظر منه المقابل و إن أعلنا العكس!
أما الأمومة شئ آخر
الأمومة مدرسة فى العطاء
فهذا الصغير محمد علمنى ومن قبله أخته أن أبذل الجهد و قمة سعادتى أن أرى بسمة عذبة على شفاههم الصغيرة تنم عن راحة و هناءة
و أجدنى اضحك بملئ فى لمجرد تطور بسيط فى الحركة او الكلام
و أشعر بلهفة حقيقة للمزيد من هذه التطورات 
هذه المشاعر الصادقة والتى نفتقدها فى حياة غلبت عليها الآلية فى الأداء
أعتقد أن هذا النوع من العطاء هو الوحيد الذى لا يمكن ان نشك فى مصداقيته
و هنا تكمن الروعة 
أما أى نوع اخر فمثله مثل أى شئ يحتمل العديد والعديد من الاحتمالات
و من منا يستطع الإلمام بدهاليز النفس البشرية الوعرة؟!!
التى ربما تقنعك بسلوك طريق و تجعلك تسير فى عكسه تماما!
بل ربما تجعلك تسير فى طريقين متوازيين لا يلتقيان!
و ربما تفعل معك ألاعيبها بما يسمى فى علم النفس التغطية المزدوجة!
كأن تقول عن نفسك السوء فقط كى تصرف تفكير الآخرين عنه!
تقول( أنا لست معطاءا) كى يفهم الآخرون أنك كذلك ولكنه التواضع !!
اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
آمين آمين آمين

هناك 5 تعليقات:

Unknown يقول...

من باب (العبثيات) دعيني أسألك:

من قال أن عطاء الأمومة بلا مقابل؟

بل هو بمقابل لا يستهان به...!

هل لاحظتِ كمّ السعادة التي تنطق بها كلماتك.. ومقدار الرضا الذي تشي به.. عندما تحدثتي عن محمد وشهد..

وعندما تضمين رضيعك إلى صدرك، اسألي نفسك: من منكما الذي يمنح الآخر مشاعر الرضا والأمان والسكينة...؟

أعتقد أن هناك تبادل منفعة في الأمر!!

لكن السؤال (الأخير) هو: من منكما الذي يمنح أكثر؟!!!!  

كلمات من نور يقول...

اللهم آت نفسى تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين
=========================
آمين آمين آمين

كلماتك لا تحتاج لتعليق جعلتني اقترب من صغيري النائم في هدوء لأقبله .جزيتي خيرا يا فتاتي

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

هما منحونى أكتر بكل تأكيد
شكرا يا ماجد على مشاركتك الثرية دايما

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

هما منحونى أكتر بكل تأكيد
شكرا يا ماجد على مشاركتك الثرية دايما

منتحرة بخنجر الحرف يقول...

كلمات من نور
انتى انسانة حساسة ورقيقة و دا الى خلاكى تتفاعلى مع الكلام
متشكرة لحضرتك جدا